Thursday, April 4, 2019

يوم من أيام ماما - قصة قصيرة






أحب تلك الأيام التى أستيقظ فيها قبل زقزقة عصفوري الصغير ،

، لا آخذ قسطا كافيا من النوم أحيانا لكن لا يهم،
رغم احتياجى الشديد للنوم ،

أرانى أحتاج أيضا لتلك الأوقات الثمينة التى أجلس فيها بمفردى فهى تشعرنى بالحرية وإن كانت مؤقتة ،



يكفى أنها تذكرنى بأيامى الجميلة فى بيت أمى، لا أعبأ إلا بحالى ،اهتماماتى ومذاكرتى ،طعامى وممارسة هواياتى


طفلى لايزال نائما الحمد لله ،
فلأعد ما أرغب فيه من الطعام دون قلق أن يرانى وأنا أستمتع بالطعام الشهى وحدى فيبكى ويصرخ حتى ينال نصيبا منه ،
،
أو أن يحاول الوصول
إلى مشروبى الساخن فأنحيه بعيدا حتى لا يصيبه الأذى ثم أنساه فيضحى باردا غير قابل للشرب



حقا كم هو جميل شعور الحرية والانطلاق لكن الوقت ضيق، أريد أن أفعل الكثير فى هذه الساعة الغالية هل أبدأ بتناول الفطور باستمتاع ،

أم أقرأ وردى اليومى من القرآن بهدوء وخشوع دون محاولات الهروب من صغيري حتى لا يمزق صفحاته دون وعى ،



أم أتناول فطورى وأنا أقرأ الكتاب الذى قد شرعت فى إنهائه منذ شهرين تقريبا ولم أنجز من صفحاته سوى بضعة وريقات ،



أم أجلس أتصفح الجديد فى مواقع التواصل والعالم المحيط دون خشية أن يتشبث صغيري بال"لاب توب" فلا يكف عن بكائه إلا بعد ما أمكنه منه لتمارس كفيه الصغيرتين لعبة الدقدقة على أزراره ،


إنه لأمر محير حقا ،

حسناً ما رأيك أن تقفى القليل من الوقت فى الشرفة إنها لفرصة رائعة لتقضى وقتا جميلا مع الطبيعة الشتوية الباردة دون قلق وخشية البرودة على الكتكوت الصغير ،

أو أن تتصلى بصديقة أو قريبة لم تحادثيها منذ زمن فالجو هاديء وستسمعيها جيداً دون صراخ وشد وجذب ،
أم أترك كل هذا وأشرع فى تنظيف المنزل وبدء تحضير الغداء ومتطلبات البيت التى لا تنتهى بل تتراكم مع وجود هذا الكتكوت السائح فى أرجائه

قائمة المهام مكتظة والوقت يمر إذا فلنختار المهمة السهلة والشهية فى نفس الوقت تناول فطورى باستمتاع وراحة بال ،هيا سأنظم المائدة وأجهز أوراقى وكتبى حتى أستعد أيضا للمهمة الثانية والمحببة إلى قلبى تلو الانتهاء من الفطور















وااااااء واااااء واااااء ماااااامااااااماااااا





قلبى قلبى ..

حقا ما أسمعه هل هذا الصوت من داخل الشقة أم من عند الجيران ؟!
فلأسمع مرة ثانية جيدا يبدو أنه هو ....كتكوتى الجميل

هو يجيد انتقاء الأوقات المحببة إلى ،

تصبري تصبري ،

من يتصبر يصبره الله ،،

بعد أول وآخر لقمة هنية من طعامى أترك المائدة وأذهب إلى الغرفة لأحمله ،


خطوات قصيرة فى الطريق إلى الغرفة تتبدد فيها كل المهام التى أحلم بإنجازها ،

وتحل محلها مهام أخرى عظيمة أيضا بلا شك بداية من تغيير البامبرز والرضاعة وتحضير الطعام له واللعب معه ومراقبته كل دقيقة خوفا من أى مخاطر تصيبه ،

خطوات قصيرة تؤكد لى أننى سأتناول الطعام المجهز ولكن بعد ان تصيبه البرودة ،

وربما أقرأ وردى من القرآن واقفة ومتنقلة بين الأماكن حتى لا تلحقنى أصابعه
الصغيرة البريئة فتمزق الصفحات ،

وربما أحتاج إلى الجلوس على "اللاب توب " كما فى الخطة لكن بعد عمليات شد وجذب أيضا

ومن البديهى إدراك أن الوقوف فى الشرفة أو الخروج أصبحا من المستحيلات ، كما أن محادثة الصديقة مستبعد الآن فلا مجال لهذه الرفاهية
،
أما عن تنظيف المنزل وتحضير الطعام فبالتأكيد سيشاركنى فيه صغيرى القاطن فى أرجاء المطبخ بجوارى ليل نهار وما أدراكم بمشاركات الصغير

أحبك يا صغيرى ، نعم ، رغم كل هذا أفضل الجلوس معك وتقضية حاجاتك على حساب راحتى وأحلامى ومهامى ،

حملت الصغير قرة عينى طامعة فى كرمه وحالمة بوقت قيلولته


تري متى سيأخذ صغيري قيلولته ؟ !!

تراه سيأخذها  ،أم سيظل مستيقظا ؟!


إذا فلا أمل فى اليوم 


نفكر فى الغد بإذن الله 

ترانى سأجد وقتا ثمينا ؟!


تراه سيستيقظ ؟!


تراه سيأخد قيلولته ؟!



ترانى سآآخذ قسطا كافيا من النوم ؟!

تمت

سهيله الجابري 

0 comments:

Post a Comment

 

خــواطــر مــامــا Template by Ipietoon Cute Blog Design